مضى على تِيه ابنها أكثر من ثلاثين عاماً مُذ داهمت عصابات الصّهاينة قريتهم في طولكرم،ونهبت كلّ ما فيها،وأمعنت فيها القتل والذّبح والتّشريد والتّهجير،وفي حمّى الموت والهرب تاه طفلها الأصغر.
أمضت ثلاثين عاماً من عمرها تبحث عنه في الملاجئ والمستشفيات والسّجون وشواهد القبور،تفرّست في وجوه أترابه جميعاً لعلّها تجده متوارياً في وجه أحدهم،لكنّها لم تعثر عليه.
قدّمت لثرى فلسطين سبعة من أبنائها شهداء دفاعاً عن أرضهم فلسطين،وظلّت تبحث عن ابنها الثّامن التّائه لا لتحضنه،بل لتقدّمه شهيداً ثامناً للوطن،فهي نذرتْ كلّ ما أنجب بطنها لفلسطين،ويجب أن تفي بنذرها المقدّس.
قصة قصيرة يوميات فلسطينيّة د.سناء الشعلان/ الأردن أديبة أردنية من أصول فلسطينية