ويأتي (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) ليكون إضافةً كبيرة، وصرحاً عظيماً تتجلى من خلاله ريادة المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية، بوصفها الأم الرؤوم لهذه اللغة، والحاضن الأولى والأوفى؛ وليترجم هذا المجمع حب القيادة الحكيمة لهذه اللغة الأصيلة، وحرصها على أن تكون شامخة وسامقة؛ فهي جزء كبير من العراقة والأصالة، وهي لغة الآباء والأجداد، وسيخلّد هذا المجمع أثرها حاضراً ومستقبلاً - إن شاء الله - في تفعيله مبادرات دعم اللغة محلياً، وإقليماً، وعالمياً، وترسيخ جذور هذه اللغة، بالإضافة إلى فتح نافذتها على أفق جديد من التطبيقات الحديثة، والبرامج المتطورة التي سيكون لهذا المجمع - إن شاء الله - أثره في صياغتها، وتفعيلها؛ سواء على مستوى نشر الأبحاث والكتب، أو على مستوى إقامة المعارض، والمؤتمرات، أو على مستوى المراكز التعليمية، والمبادرات الذكية المواكبة؛ ولا شك أن رقعة المستفيدين من هذا المجمع ستكون كبيرة ومتنوعة، ليس للمتخصصين في اللغة العربية، بل حتى من يعملون في مجالات محاذية، كالشريعة، والسياسة، والتربية، وتقنيات التعليم، والإعلام، والناطقين بغير العربية.
شكراً من الأعماق مع الدعاء بطول العمر والتوفيق إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - على الدعم المتواصل الذي يلقاه الوطن والمواطن، وتلقاه اللغة العربية على يديهما؛ وأدامهما الله ذخراً للإسلام والمسلمين، وللسعوديين، والعرب؛ فهذا يوم مجيد، وعيد سعيد، ليس لنا نحن معشر المختصين والمهتمين، بل لكل سعودي غيور، وعربي أصيل، ومسلم يعشق لغة الضاد؛ وما أجمل كلمة خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - حين قال: «هذه البلاد هي منطلق الإسلام في أنحاء العالم، وهي أيضاً منطلق العروبة في أنحاء العالم؛ والعرب تشرفوا - كما قلت - بأن كتاب الله نزل بلغتهم؛ وهذا شرف لهم، ولكنه مسؤولية»؛ نعم إنها شرف، ومسؤولية في آن، وعلينا أن نحافظ عليها، ونعتز بها، وندعمها بكل ما نستطيع.
