أدبُ المرءِ عنوانُ سعادته

أدب المرء عنوان سعادته

عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي





الأدب سمي أدبًا؛ لأنه يؤدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح[1].



يقول ابن القيم رحمه الله: "وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب؛ فانظر إلى الأدب مع الوالدين كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة؟! وتأمل أحوال كل شقي ومفترٍ ومدبرٍ كيف تجد قلة الأدب هي التي ساقتهُ إلى الحرمان"[2]؛ ا.هـ بتصرف.



ومن أنواع الأدب نذكر:

الأدب مع الله عز وجل:

1) الرضا بقضاء الله وقدره.

2) إخلاص العبادة لله عز وجل.

3) مراقبة الله عز وجل في السـر والعلانية.

4) تعظيم شعائر الله عز وجل.



5) شكر الله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تحصـى؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].



6) عدم التعدي في الدعاء.



7) تجنب كثرة الحلف بالله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 224].



8) عند تكبيرة الإحرام، استشعار عظمه الله عز وجل بقولك: (الله أكبر).



9) تجنب الألفاظ المنهي عنها؛ كقول: (الله يظلمك، وإذا أصيب أحدهم بمرض أو بلاء قيل: ما يستاهل فلان)[3].. وغير ذلك من الآداب.



الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

1) طاعتهُ فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.



2) عدم كتابه (ص) بدلًا من (صلى الله عليه وسلم).



3) الصلاة عليه، كما جاء في الحديث: عن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البخيل الذي من ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ»[4].



4) عدم سب أصحابه رضوان الله عليهم، وغير ذلك من الآداب.



الأدب مع القرآن الكريم:

1) عدم وضعه في مكان غير نظيف، وغير لائق به.

2) تجنُّب مدِّ الرجلين أمامه، أو وضع شيء فوقه.

3) عند سجود التلاوة لا يوضع على الأرض.

4) الإنصات عند سماعه.

5) تجنب تفسير معناه من غير علمٍ؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

6) عدم الدخول به للخلاء.

7) تطهير الفم بالسواك عند تلاوته.



الأدب مع الوالدين:

1) عدم رفع الصوت عليهما.

2) حبهما والإشفاق عليهما، والإحسان إليهما.

3) لا تنادهما باسميهما للحديث، أن أبا هريرة رضي الله عنه أبصـر رجلين، فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: "لا تسمه باسمِهِ، ولا تمش أمامه ولا تجلس قبله"[5].

4) عدم تفضيل الزوجة عليهما.

5) الدعاء لهما في حياتهما، وبعد مماتهما.

6) الإحسان إلى أصدقائهما بعد موتهما.



آداب المسجد:

1) التزام السكينة أثناء المشي.

2) تقديم الرجل اليمنى عند الدخول.

3) السواك عند أداء الصلاة.

4) تجنب رفع الصوت.

5) إغلاق الجوال أو وضعه على الصامت.

6) التطيب ولبس أجمل الثياب عند الذهاب للمسجد (وخاصة يوم الجمعة).

7) عدم أكل الثوم والبصل، وما لهُ رائحة كريهة كالدخان وغيره.

8) عدم الخروج من المسجد بعد الأذان إلا للحاجة.

9) عدم نشدان (طلب) الضالة في المسجد.

10) الحرص على نظافته.


[1] لسان العرب، لابن منظور.

[2] كتاب مدارج السالكين (408)، (2 /406).

[3] معجم المناهي اللفظية/ بكر أبو زيد.

[4] رواه الترمذي قال: حديث حسن صحيح غريب.

[5] رواه البخاري الأدب المفرد.

مشكووور

الله يجزيك خير ويكتب اجرك

تسلم

,,

مشكورين

يعطيكم العافية

Regards.