مابين مد وجزر ~ برحلتي ~ عابر سبيل

‏غَارِقُونَ في نِعَمِكَ
‏مُحَاطُونَ بِلُطفِكَ
‏مقبُولونَ بِسِتْرِكَ
‏مُعافون بفضلِكَ
‏فيا الله :
‏لكَ الحمدُ حتى ترضى

يومًا مَا سَتدرِك أنَّ أقسَى ما مررْت بهِ
كَان خيرًا عظيمًا بفضل الله . أَنقذَك ليجْعَلك أقْوى ممَّا كنْت علَيْه.

إذا صرختَ فأسمِع, وإذا ضربتَ فأوجِع, فإن العاقِبة واحدة.

﴿وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَلَدࣰا ۝٨٨ لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَیۡـًٔا إِدࣰّا ۝٨٩ تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ یَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا ۝٩٠﴾
[مريم ٨٨-٩٠]

شهر رمضان المبارك أدعى شُّهور الغام إلى الإكثار من العبادات ، والإقبال على الطَّاعات، والسّباق إلى الخيرات، وملازمة الفضائل، وتجنب الرّذائل، وإقامة الفرائض، والحرص على النوافل ؛ ولذا فإنَّ من النعت الصَّادق وصف هذا الشَّهربأنَّه مدرسة السَّنة، ودار حضانتها، وحلبة رياضتها على مستوى البدن والرُّوح معًا.

كان شرط العلاقات الثابت منذ الأزل حتى الآن قائم على وجود الطمأنينة
أي علاقة لا يتخلّلها الأمان باطلة، ستظل تخسر فيها كل شيء حتّى نفسك..

وأعوذ بك يا رب أن أحمل للناس قناديل نورك ثم أتخبط في ظلمات معصيتك...
أو أن أدل الخلق على طريقك وأخطئه..
أو أن آخذ بيد خلقك إليك ثم أعود..

رباه..
الحياة بقربك ملآى بالسكينة ولو أحاط بها الصخب..
والطريق إليك ملؤها الإيناس ولو لم يكن فيها أحد..
فامنحني يقينا أبلغ به الغاية..
وثباتا على طريقك حتى النهاية..
فلو لم يكن منك عون في متاهة الحياة هذه لضاع أثبت الناس، وأعلم الناس، وأعبد الناس.
سبحانك وبحمدك .

‏سَتدرك يومًا أن الصلاة كانت خيرًا من النوم، ونمت!
‏وأن وِرد القرآن كان يُطمئنك، وهجرت!
‏وأن الأذكار كانت تزيد يومك بركة، وتكاسلت!
‏وأن الإستغفار كان يوسع رزقك، وتغافلت!
‏وأن قيام الليل كان يبعث الطمأنينة في قلبك، وتركت!
‏وأن باب التوبة مفتوح في كل وقت، فأجَّلت!

أدرِك رَكب الصالحين وقافلة المؤمنين وسارع إلى جنَّةٍ عرضها السماوات والأرض أعدَّت للمتقين.

( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )

اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا