العودة   منتديات العبير > المنتديات العامة > مجلس أوراق ملونة

مجلس أوراق ملونة أوراقـ متساقطهـ على شغافـ قلوبكمـ .. [تم تحديث قوانين القسم نسعد بإطلاعكم]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2023, 07:33 AM   #1
عضو مبدع

الصورة الرمزية مُبهِرة

 رقم العضوية :  140614
 تاريخ التسجيل :  05-11-2023
 المشاركات :  582
 الجـنـس :  أنثى
 عدد النقاط :  10
 قوة التقييم :  مُبهِرة is on a distinguished road
 اخر مواضيع » مُبهِرة
 تفاصيل مشاركات » مُبهِرة
 أوسمة و جوائز » مُبهِرة
 معلومات الاتصال بـ مُبهِرة

افتراضي العبث بالديمقراطية


العبث بالديمقراطية

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


العبث بالديمُقراطية


يتنازع الولايات المتحدِّة الأمريكية حزبان متناقِضان في النَّظرة إلى القضايا الاجتماعية، في الداخل والخارج؛ فالحزب الجمهوري أقرَب إلى العقل في هذه النَّظرة، والحزب الديمقراطي أقرَب إلى العاطفة، في النظرة إليها، أو هكذا يبدو، والذي يريد تعبيرًا علميًّا قد يقول: إنَّ الحزب الديمقراطي أقرب إلى التحرُّرية في النَّظرة إلى القضايا الاجتماعية، والذي يريد تعبيرًا هجوميًّا قد يقول: إنَّ الحزب الديمقراطي هو أقرب من الحزب الجمهوري إلى الإباحية، في النظرة إلى القضايا الاجتماعية.



فالحزب الديموقراطي - مثلًا - لا يقِف في وجه الشذوذ الجنسي؛ بين الرجال من جهة، وبين النساء من جهة، ويعدُّ ذلك من الحرِّيات الشخصيَّة؛ بحيث لم يعُدْ يعبَّر عنه بأنه شذوذ، بل إنه الحياة بين المثلين! وهو لا يقف في وجه رَغبة المرأة/ أو الفتاة في التخلُّص من الجنين بالإجهاض، إذا كانت لا ترغب فيه، ولكنه يريد السعي إلى تنظيم هذه العملية، بحيث تمارَس في جوٍّ حضاري صحِّي، وهو كذلك لا يعارِض عيش الرجل مع المرأة تحت سقف واحد، دون أنْ تُكتب بينهما وثيقة زواج، تسوِّغ العيش تحت سقف واحد.



هذه النَّظرة الأخيرة قائمة - الآن - على أيِّ حال، حَكَم الحزب الجمهوري أم الحزب الديمقراطي، لكنَّ الجمهوريَّ لا يقرُّها في مبادئه، وإنْ لم يستطع الحيلولةَ دون قيامها على الواقع... وهكذا، ليس هذا دفاعًا عن الحزب الجمهوري على حساب الحزب الديمقراطي، فكلاهما حزبان لا ننتمي إليهما، إلا أنَّ المشكلة - هنا - تكمُن في الرغبة في تصدير أفكار الحزب الديمقراطي الأمريكي، والأحزاب الديمقراطية الأخرى، في أوروبَّا بالذات، التي تطبِّق الديمقراطية، بالقدر الذي لا يخلُّ بالثقافة الغربية، التي هي أقربُ ما تكون اجتماعيًّا إلى العبَث بطبيعة الإنسان والأشياء[1].



أمَّا الدول الأخرى، التي تزعم أنَّها تتبنَّى الديمقراطيةَ، فهي تؤمن بالديمقراطية القسرية، وهاتان كلمتان لا توصف إحداهما بالأخرى، فليس هناك ديمقراطية قسرية، وليس هناك قسر ديمقراطي، وتصدير الأفكار الديمقراطية ينهج أسلوب القسرية، في فرض قبولها لدى الآخرين، على حساب ثقافاتهم، التي تخاطب العقل أوَّلًا، وتسعى إلى بناء المجتمع، ولو على حساب الرغبات الفرديَّة غير الموجَّهة توجيهًا سليمًا[2].



المشكلة هنا تكمُن - أيضًا - في أنَّ هيئة الأمم المتحدة، بمنظَّماتها المختلفة، تميل ميلًا قويًّا إلى فرض تجربة الديمقراطية، من حيث منظورها الاجتماعي، على البلاد الأخرى، بحُجَّة أنَّ هذه التجربة هي التي تعين على التغلُّب على مشكلات كثيرة، ومنها النموُّ السكَّاني[3].



لا تملك هيئة الأمم المتحدة أنْ تنتقد - مثلًا - رميَ المحصولات الزراعية من قِبَل الأمم المتحضِّرة في البحر، على حساب الشعوب الجائعة الفقيرة، ولا تملك كذلك أن تنتقد الإنفاقَ الهائل على الحيوانات الأليفة، على حساب الشعوب الجائعة، كذلك[4].



الأصل أنَّ الهيئة تعبِّر عن جميع الدول الأعضاء فيها، ولا تعبِّر عن بعض الدول الأعضاء فيها، ولكنَّ هذا الأصل - على ما يبدو - مغيَّبٌ عن الواقع، ولذا قدَّمَت الأمم المتحدة الوثيقةَ التي عبَّرَت عن التجربة الغربية في النظرة إلى السكَّان، والعلاقات الاجتماعية، والأسْرية بينهم، بل إنَّ هناك فئات في المجتمع الغربي وقفت وقفاتٍ قويَّةً وواضحةً، بعيدةً عن الاعتذارية والتملُّق والاستحياء في وجه الوثيقة، وأعلنتها صراحة أنَّ الوثيقة لا تعبِّر عن المطلوب - عقلًا - ممَّا يوحي بأنها جاءت تدبيرًا لا يهدُف إلى البناء، وإنْ اتَّخذ من مشكلةٍ قائمةٍ شعارًا له.



هذا يدعو إلى التفتيش عن العقول، التي عملَت على صياغة الوثيقة؛ من حيث منطلقاتُها وانتماءاتُها الفكرية، بعد أنْ تبيَّنت بعضُ أهدافها، هل نملك أنْ نقول: إنَّ هناك مؤامرةً على الجنس البشري، دبَّرها بعضُ أبناء هذا الجنس البشري؟ الذي نملك أنْ نقوله، باعتقاد جازم: إنَّ هناك شرًّا يقوده أشخاص وجماعات، وإنَّ هذا الشرَّ يصارع الخير، ويحاول أنْ يحلَّ محلَّه، والشرُّ لا يسري بذاته، بل هو بحاجة إلى من يسري به، وإنَّ هذا الصراع قائم مستمرٌّ، وطغيان الشرِّ - في حالات - لا يَعني طغيانه في كلِّ الحالات[5].



الذي يظهر كذلك أنَّ هيئة الأمم المتَّحدة لا تعبِّر عن ثقافات أعضائها جميعهم، بل تسعى إلى فرض ثقافة واحدة، هي ثقافة القوي في الوقت الحاضر، وهي ممثلة تمثيلًا دقيقًا في مبادئ الديمقراطية في الولايات المتَّحدة الأمريكية، ثم في بعض البلاد الأوروبِّية التي أضحَت مختطفة من قِبل النموذج الأمريكي، على هذا فإنَّ مصداقية الأمم المتَّحدة تتعرَّض باستمرار إلى الاهتزاز ما دام هذا هو توجُّهها[6].


[1] انظر: عبدالرزاق عيد ومحمَّد عبدالجبار: الديمقراطية بين العلمانية والإسلام - بيروت: دار الفكر، 1421هـ/ 2000م - 264 ص.

[2] انظر: السيد ياسين: الإمبراطورية الكونية: الصراع ضد الهيمنة الأمريكية - القاهرة: دار نهضة مصر، 2004م - 320 ص.

[3] انظر: عصمت سيف الدولة: الاستبداد الديموقراطي - بيروت: دار الكلمة، 1981م - 169 ص. حيث يعالج المؤلف في هذا الكتاب كلًّا من الاستبداد المتخلِّف، والاستبداد المتحضِّر، والاستبداد الديموقراطي.

[4] انظر: جان ماري جيهينو: نهاية الديموقراطية - مرجع سابق - 120 ص.

[5] انظر في مناقشة نظرية المؤامرة، من يحث نفيُ وجودها: جلال أمين: عصر التشهير بالعرب والمسلمين: نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001 - القاهرة: دار الشروق، 2004م - ص (9)، وانظر أيضًا: عثمان العثمان: نقد نظرية المؤامرة في تفسير الهزائم القومية والإسلامية - دمشق: المؤلف، 2003م - 318 ص.

[6] انظر في مناقشة نظرية المؤامرة، من حيث إثباتُ وجودها: محمَّد إبراهيم بسيوني: المؤامرة الكبرى: مخطَّط تقسيم الوطن العربي من بعد العراق - دمشق: دار الكتاب العربي، 2004م - 184 ص، وانظر أيضًا: محمَّد عبدالحليم عبدالفتَّاح: سرُّ المؤامرة الكبرى: التهويد والتنصير قادم، غرور العقل البشري وتحدِّي الإله - القاهرة: المؤلِّف، 1425هـ - 2004/ م - 112 ص، وانظر كذلك: مكرم محمَّد أحمد: مؤامرة أم مراجعة: حوار مع قادة التطرُّف في سجن العقرب - ط 2 - القاهرة: دار الشروق، 1423هـ - 2003م - 240 ص.


مُبهِرة غير متواجد حالياً
رد مع اقتباس
رسالة لكل زوار منتديات العبير

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع و لكن من اجل منتدى ارقي و ارقي برجاء عدم نقل الموضوع و يمكنك التسجيل معنا و المشاركة معنا و النقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذلك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .

قديم 07-12-2023, 04:31 AM   #2


 رقم العضوية :  140678
 تاريخ التسجيل :  03-12-2023
 المشاركات :  93
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  10
 قوة التقييم :  إياد المانع is on a distinguished road
 اخر مواضيع » إياد المانع
 تفاصيل مشاركات » إياد المانع
 أوسمة و جوائز » إياد المانع
 معلومات الاتصال بـ إياد المانع

افتراضي رد


يعطيك العافية


شكرا

إياد المانع غير متواجد حالياً
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات العبير
المحتوى المنشور فى موقع العبير لايعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبها